النازحون في الكونغو يواجهون الموت وحدهم
النازحون في الكونغو يواجهون الموت وحدهم
كتب: باسم ثروت
جمهورية الكونغو الديمقراطية أعلى معدلات للنزوح الداخلي في العالم، فعلى مر العقد الماضي تعرض أكثر من عشرة ملايين شخص للنزوح من منازلهم، بسبب انعدام الأمن داخل حدود البلاد، جراء تفاقم عمليات العنف المسلح، الأمر الذي أدى إلى مشكله النزوح الكبيرة هذه، والتي تمتلك الكثير من التعقيد والأطراف في طياتها، خاصة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
كما اضطر أكثر مليوني مواطن إلى الفرار من الكونغو للبحث عن الأمان في البلدان المجاورة كلاجئين، في نفس السياق يؤدي النزوح الداخلي إلى زيادة الضغط على المناطق التي تستضيف النازحين داخلياً والتي تفتقر إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء وخدمات الرعاية الصحية.
وخلال السنوات الماضية شهدت جمهورية الكونغو الديمقراطية ارتفاعاً في عدد عمليات العنف المسلح من الجماعات المسلحة.. مما أسفر عن ارتفاع كبير في نسبة النزوح الداخلي، ولم تكتفِ الجماعات عند هذا الحد بل قامت بشن موجات هجومية عنيفة ووحشية آخرها الأسبوع الماضي، بحق المدنيين النازحين في مناطق ومخيمات النزوح في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
ونتيجة لتكرار الهجمات قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يوم 8 فبراير: يتعين على السلطات في جمهورية الكونغو الديمقراطية ضمان حماية المدنيين في أعقاب الغارات القاتلة الأخيرة على مخيمات النازحين داخلياً.
وقالت المتحدثة باسم المنظمة ليز ثروسيل للصحفيين في جنيف: "بعد الهجمات المميتة الأسبوع الماضي ومحاولات أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع، هناك خطر كبير من تعرض مواقع أخرى للنازحين داخلياً للهجوم أيضاً"، وقالت إن المفوضية السامية لحقوق الإنسان تشعر بقلق بالغ إزاء تكرار حوادث الاعتداءات المميتة ذات الدوافع العرقية على المعسكرات في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.
أبعاد الموجة الجديدة من الهجمات
وقعت أحداثها الأسبوع الماضي عندما قتلت الجماعة المسلحة التعاونية لتنمية الكونغو (كوديكو)، وهي اتحاد لميليشيات ليندو المختلفة، نحو 62 شخصاً في موقع بلين سافو في مقاطعة إيتوري. وتعرض الضحايا، وجميعهم من عرقية الهيما، إما لإطلاق النار أو مهاجمتهم بالمناجل والسكاكين، وقالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان إن هذه الهجمة هي الأحدث في سلسلة من غارات كوديكو في مقاطعة إيتوري، حيث هناك توترات بين مجتمعات هيما وليندو منذ سنوات.
هاجمت المجموعة أربعة مواقع أخرى في الفترة ما بين 19 و28 نوفمبر من العام الماضي، بما في ذلك قرية درودرو.. قُتل ما لا يقل عن 58 شخصاً من مجتمع هيما، وكان من بين الضحايا ما لا يقل عن تسع نساء وأربعة أطفال.. وقالت السيدة ثروسيل: وثقنا 10 هجمات على مواقع للنازحين داخلياً في عام 2021 في إيتوري وشمال كيفو وجنوب كيفو، حيث قُتل ما لا يقل عن 106 أشخاص وجرح 16 وتعرضت سبع نساء على الأقل لأعمال عنف جنسي.
مخاوف من الانتقام
بالإضافة إلى المخاوف من إمكانية مهاجمة مواقع أخرى للنازحين داخلياً، ولا سيما لودا وجيبة اللتان تقعان بالقرب من بلين سافو ومواقع أخرى من مجتمع هيما، حذرت المفوضية السامية لحقوق الإنسان من خطر انتقام الجبهة الشعبية للدفاع عن النفس في إيتوري، زائير، وهي جماعة مسلحة تتألف أساساً من أفراد ينتمون إلى قبيلة الهيما.
وذكرت السيدة ثروسيل أن السلطات العسكرية الكونغولية بدأت تحقيقاً أولياً في هجوم بلين سافو، كما أن بعثة الأمم المتحدة في البلاد، على استعداد تام لتقديم الدعم الفني واللوجستي لهذه التحقيقات وأي محاكمات محتملة.
وقالت ثروسيل: "ندعو الحكومة إلى ضمان وصول الضحايا إلى سبل الإنصاف من خلال ضمان أن تكون هذه التحقيقات مستقلة وفعالة وشفافة، وكذلك للتحقيق في الهجمات الأخرى على مخيمات النازحين داخلياً والتأكد من تقديم المسؤولين عنها إلى العدالة".